*الغزّيون بمواجهة شحّ المياه: جوف الأرض ملجأً* فلسطين مطر جبر الزق الأربعاء 22 أيار 2024 غزة | لم يتوقع النازح أحمد الخول

عاجل

الفئة

shadow
*الغزّيون بمواجهة شحّ المياه: جوف الأرض ملجأً*

فلسطين مطر جبر الزق الأربعاء 22 أيار 2024

غزة | لم يتوقع النازح أحمد الخولي أن يتحوّل حفر صراف صحي لدورة مياه صغيرة أمام خيمته، إلى طوق نجاة من معاناته اليومية وعائلته في شراء المياه ونقلها عبر مسافات طويلة جداً، مع اكتشافه في المكان مياهاً جوفية دفعته وآلاف النازحين من حوله، أيضاً، إلى الإقدام على حفر الآبار. صحيح أن الحفر خطير تحت أزيز الطائرات، والذي لم يتوقف منذ نحو 222 يوماً، لكن أحمد يبرّر الأمر بأنه «أينما وُجدت المياه وجدت الحياة». يقيم الشاب في مخيم للنازحين غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يبعد عن البحر نحو 500 متر تقريباً، ويعج بالآلاف من النازحين من مدينة رفح، تزامناً مع انطلاق الهجوم الإسرائيلي على المدينة. كان هؤلاء، في أثناء تنقّلهم من منطقة إلى أخرى، يكدّون في البحث عن مصادر المياه، قبل أن تنفتح لهم طاقة فرج أنقذتهم نسبياً ممّا يقاسونه.
يكدّ النازحون من رفح، في أثناء تنقّلهم من منطقة إلى أخرى، في البحث عن مصادر المياه
ظلّ الخولي يستيقظ في الساعة الرابعة فجراً من كل يوم ليصطف في طابور المياه. يقول لـ«الأخبار»: «منطقة البصة التي أنزح فيها خالية من المياه والكهرباء، ولا يوجد فيها شيء للحياة، لكن سيارة المياه تصل إلى المخيم في الساعة الرابعة فجراً، واضطرّ إلى الاستيقاظ مبكراً والانتظار الطويل لتعبئة جردل أو اثنين قد أتمكّن من تعبئتهما وقد لا أتمكن». وفي أحد الأيام، وبينما كان يحفر في الأرض، تفاجأ، بعد أن وصل إلى عمق مترين تقريباً، بوجود «نزاز» من المياه الجوفية، لتملأ قلبه الفرحة ويبدأ بالترداد: «الحمد لله، انزاح أول المعاناة». فوراً، عمّق الخولي وأصدقاؤه الحفر لنحو 4 أمتار، واشترى براميل لوضعها في البئر لحمايته من انهيار التربة، وبدأ ينقل المياه بالجردل وتعبئتها للنازحين.

وعندما نجحت فكرة البئر، بادر الشاب أحمد الشيخ، بدوره، إلى استثمار ما يتوافر لديه من أدوات بدائية - «طورية» و«كريك» - لحفر الأرض بعمق نحو 5 أمتار. لكن الشيخ اصطدم بأسعار البراميل التي وصلت إلى نحو 200 شيكل بدلاً من 20 شيكلاً، ما اضطره إلى انتظار أحد فاعلي الخير لمساعدته في شراء البراميل وإنجاز المشروع، الذي تمّ العمل به بعد أكثر من أسبوع. يقول الشيخ: «الحمد لله، استطعنا حفر البئر وسقاية غالبية النازحين في المخيم والانتهاء من معاناة نقل المياه. لكنّ المشكلة تتعمق مع نزوح الآلاف من رفح بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية». ويوضح الشيخ أن «نزاز المياه يستطيع تعبئة 250 ليتراً في الساعة، وخلال الـ24 ساعة تكفي مياه البئر لنحو 70 أو 100 عائلة»، مبيناً أن «تكلفة البئر تصل إلى 1200 شيكل بمقدار 400 دولار»، لافتاً إلى أن المخيم يحتاج إلى «عدد آخر من الآبار، لمساعدة النازحين في جميع المخيمات غرب دير البلح»،.
ومن جهته، يشير النازح محمود أبو فول، الساكن على بعد 200 متر من بئر المياه إلى «أنني أعاني من قلة المياه وجودتها منذ نحو 3 أشهر. كنت أمشي لأكثر من كيلومتر للحصول على جردل واحد فقط»، مستدركاً بأنه «مع وجود هذه البئر، شعرت بالراحة النفسية وبدأت أحصل على المياه عندما أريد»، موضحاً «أننا نستخدم المياه لغسل الصحون والأطباق والملابس، لكنها لا تصلح للشرب».

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة